احتفل تلاميذ مدرسة الحاج قدار الخاصة ببراقي بالجزائر العاصمة مساء يوم الاثنين بذكرى المولد النبوي الشريف في أجواء بهيجة سادها الفرحة والسرور، تعظيما منهم وحبا لخير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم.
زهية.ب
ومبادرة من مديرة مدرسة الحاج قدار الخاصة، السيدة شبري خليدة، نظمت المدرسة يوما احتفائيا بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، حيث تضمن الحفل نشاطات ومدائح دينية أغلبها تندرج ضمن مدح الرسول صلى الله عليه وسلم وذكر خصاله وفضائله، وأخرى تتحدث عن المدرسة والوطن،قام بأدائها تلاميذ المدرسة الذين تزينوا في يومهم هذا بأجمل حلة كان على رأسها اللباس التقليدي كالكاراكو العاصمي والفرقاني والقبائلي وغيره من الطبوع التقليدية الذي تزخر بها جزائنا الشاسعة، حيث أضفى على براءتهم جمالا من نوع آخر، تخلل الاحتفال روائح العنبرالتي عطرت المكان، دون أن ننسى أضواء الشموع التي أضفت على الاحتفالية
طابعها المميز.
حركة غير اعتيادية منذ الصبيحة وأولياء عايشوا الفرحة مع أبنائهم
وإن كان بداية الحفل على الساعة الثانية زوالا غيرأن مظاهر الاحتفاء كان باديا منذ صبيحة اليوم، أين تميز اليوم بحركة غير اعتيادية أمام المدرسة كسر روتين أيام الجد ولباس المدرسة، فمنذ صبيحة اليوم بدأت مواكب أولياء التلاميذ وهم يرافقون أبنائهم وهم مزينين في أجمل حلة ميزها اللباس التقليدي دون منازع، من لباس عاصمي وقبائلي وصحراوي وغيره من الأزياء التقليدية التي يفخر به تراثنا الثقافي، كل عبر عن فرحته بطريقته،فمنهم من عبر عن الفرحة مباشرة ومنهم من كانت الابتسامة لا تفارق ملامحه ومنهم من استغنى عن المئزر منذ الصبيحة، أجواء أقل ما يقال عنها أنها كانت بمثابة عرسي جماعي لعرائس وعرسان صنعوا العرس بمفردهم، وهذا ما أفصحت لنا به، السيدة لكحل معلمة اللغة لقسم السنة الرابعة ابتدائي، حيث وصفت لنا مشاعر تلاميذها الذين عايشوا الفرحة بكل جوارحهم وعبروا لها عن مدى فرحتهم وسرورهم، من بينهم التلميذة قائلة:”هذا أجمل يوم في حياتي كله” كلمات قليلة تلخص مشاعر كثيرة”، كما تحدثنا إلى إلى أم سيرين، السنة الخامسة الأولى ابتدائي،التحضيرات للمدرسة خصيصا لتحضر لها فستانها التقليدي أين
صرحت لنا أن ابنتها كانت جد سعيدة بهذا الحفل لدرجة قائلة:” لقد استيقظت ابنتي باكرا متلهفة ونشيطة جدا للذهاب إلى المدرسة وهذا كله من أجل حضورها حفلة \كرى المولد النبوي الشرف.
شبري خليدة..الاحتفال عادة حسنة وتقليد سنوي للمدرسة المديرة
وقد عبرت لنا السيدة شبري، مديرة مدرسة حاج قدار الخاصة على هامش الاحتفال، أنهذا الاحتفال بمثابة نقش في ذاكرة الأطفال وترسيخ لديهم حب الاطلاع على سيرة الحبيب المصطفى والعمل بها، معتبرة أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف أضحى عادة حسنة منذ افتتاح المدرسة وتقليدا سنويا تفخر به المدرسة بهدف غرس وتعليم حب النبي في قلوب أبنائها و الأجيال القادمة، مضيفة أن ان هذا الحفل كان في توقيته المناسب قبل الامتحانات لبث أجواء الفرح والبهجة في قلوب أبنائها التلاميذ لما تحويه من كسر للروتين وتجديد الطاقة الإنجابية والعزيمة لديهم، كحافز يدفعهم نحو العمل بجد واجتهاد أكثر، وهذا ما لخصت له
سنوات خبراتها الطويلة في هذا المجال.
طبوع ومدائح دينية أبدعت براعم المدرسة في أدائها
ودون منازع كانت الطبوع والمدائح الدينية سيدة الاحتفال لما تحويه مضامينها منمدح للرسول عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، أين افتتح الحفل بذكر آيات بينات من ذكر المولى عز وجل من أداء التلميذ عنان عبد الرؤوف،قسم السنة الرابعة، تخلله النشيد الوطني من أداء تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي، تليه كلمة ألقتها مديرة المدرسة السيدة شبري خليدة، أين نوهت عن أهمية ذكرى مولد سيد الخلق محمد عليه افضل الصلاة والسلام، ومدى أهمية الاطلاع على سيرته والاقتداء بسنته، تليها نبذة من سيرة الحبيب المصطفى قام بأدائها تلميذ السنة الخامسة، عرض من خلالها ميلاد ونشأة نبي الله محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، إلى نزول
الوحي عليه، إضافة إلى صفاته صلى الله عليه وسلم وأهم فضائله.
براءة قسم التحضيري يرسمون البهجة على طريقتهم
انفرد أقسام التحضيري بطريقة احتفالهم بالذكرى ووجدوا لهم فضاء خاصا بهم يعبرون من خلاله على فرحتهم احيائهم للذكرى، وذلك تحت إشراف معلمة الفرنسية السيدة موالي نسيمة، والتي أبدعت هي الأخرى بأناملها وسبقت الحفل بتحضيرات مسبقة للحفل، حيث أشركت تلاميذها بالقسم التحضيري في انشاء مجسمات معبرة عن المناسبة و أشغال يدوية تتوافق مع سنهم، الأمر الذي جعلهم يفرحون ويسعدون في تجسيدها تعبيرا عن فرحتهم بهده المناسبة قائلة:”عايشت الفرحة مع أطفالي في قسم التحضيري وقمنا معا بالتحضير للمناسبة وكانت فرحتهم ليس لها حدود خاصة حينما يرون نجاحهم في النشاطات اليدوية، والتي لها علاقة بالمناسبة، حيث تكون لهم حافزا لتحقيق النجاح في مشوارهم الدراسي بتفوق” اضافة إلى زيهم التقليدي الذي أضفى على براءتهم جمالا أخر وزادهم حلاوة تعبر عنها تقاسيم وجوههم وضحكاتهم التي لم تفارقهم طيلة الحفل.
.أوجا مولود نبينا تعود بنا إلى حلاوة الزمن الجميل
لتبدأ أول مديح مع براعم السنة الأولى ابتدائي الذي أطربونا وعادو بنا إلى حلاوة الزمن الجميل وبتقديمهم لمديح “أوجا مولود بنا” الذي تفاعل معهم كل الحاضرين بقاعة الحفل من تلاميذ ومعلمين، كما كان لمديح “قمر” و”رضيت بالله ربا يا رسول الله” الذي قام بأدائها تلاميذ السنة الرابعة ابتدائي وقع كبير على قلوب كل الحاضرين لدرجة أنه أبكى بعضهم، لما يحويه من ذكر ووصف لسيد الخلق، والآداء المتميز الذي انفرد به قسم صوتا وانضباطا وتفاعلا، ودون أن ننسى سيدة الاناشيد الدينية في ذكرى المولد النبوي الشريف “طلع البدر علينا” والتي لا يمكن الاستغناء عنها في كل ذكرى بصوت هادئ ودافئ زاد المديح، جمالا، وبعفوية البراء كان لقسم السنة الأولى طابعا خاصا في احتفالهم، حينما أسعدونا بتقديمهم أنشودة “مدرسي الحلوة” تفاعل معها الحضور ورقص لها آخرون.
الطمينة، الشموع والعنبر ..سيدة مائدة الاحتفال دون منازع
لا حديث عن الاحتفال بذكرى المولد النوي الشريف دون حضور الشموع وروائح العنبر التي أضافت للحفل طعما خاصا تميزه عن باقي الاحتفالات، إضافة الطمينة التي اعترت عرش المائدة الاحتفالية وكان لها النصيب الأكبر من بين جميع أنواع الحلويات والمشروبات التي حضرت، رغم بساطة هذه الحلوة التقليدية لكنها تبقى عروس الحلويات الجزائرية في ذكرى المولد النبوي الشريف دون منازع، فكانت فرحة التلاميذ وهم ينتظرون قدوم هذه العروس لا يوصف، دون ، أن ننسىالشموع التي زادتها بريقا لتظهر تقاسيم أشكالها المزخرفة بحبات القرفة وألوان حلوة الدراجي، لتبقى تقليد راسخ لدى الأسر الجزائرية، وقد صرحت لنا به أم التلميذة هالة، التي أبت إلا أن تحضر لابنتها ولزملائها بالقسم نصيبهم من الطمينة في هذا اليوم الذي لا يمكن أن يمر عليها دون تحضير هذه الحلوة ومشاركة ابنتها وزميلاتها معها، لتبقى الطمينة سيدة الحلويات في هذا اليوم، كل واحد منهم كان يتلهف لتناول هذه الحلوة وكانه يتذوقونها لأول مرة، هي نكهة الفرحة الممزوجة بعسل الطمينة وزبدة البراءة ،عازمين أن يستكمل مشوارهم الدراسي وكلهم عم وتحدي نحوى تحقيق النجاح والتفوق.